التفاولُ والتشاومُ فی بناء الصورة الفنیة لشعر مکفوفی العصر العباسی (الاستعارة اختیاراً)

الشعرُ قبل کلّ شیء هو احساس مُتَرجَمٌ بصورة، وهذه الصورة الفنیة هی جوهر العمل الادبی والشعر على وجه الخصوص، فبدونها یصبح الشعر نظماً هامداً بلا روح تماماً کلوحة رسام یراکم الوانه على سطحها بلا معنى او قصدیة للجمال. والشاعر الکفیف فی العصر العباسی یتّخذ من الصورة الفنیة جناحاً یطیر فیه الى عالم البوح الهادف ؛ فهی اداته الفضلى وتکاد تکون الاهمّ لایصال ما یعتمل فی داخله من انفعالات واحاسیس وامانی واحلام. فالشاعر الکفیف یعمد الى تثویر طاقات اللغة المعجمیة لتشکیل صور جمالیة ابداعیة توصل ما یریده من مشاعر ایجابیة (تفاولیة) او سلبیة (تشاومیة) بطریقة فنیّة آسرة للعقل والروح تخدم الاهداف التی رسمها لها. وسنحاول فی هذا البحث ان نسلّط الضوء على مفاصل الصورة الشعریة وتحدیداً الصورة الاستعاریة فی نصوص الشعراء المکفوفین وما تحمله من ملمح تفاولی او تشاومی یثری الجانبین الدلالی والفنی فی شعرهم.