وسائل القوة الانجازیة فی الخطاب السیاسی للمرجعیة الدینیة العلیا : خطب الثورة التشرینیة مثالا

وقفت هذه الدراسة المتواضعة على ما طرحته المرجعیة الدینیة العلیا من القضایا الاجتماعیة و السیاسیة و الامنیة عبر خطب الجمعة التی اتخذت موضوع الانتفاضة الشعبیة التی حصلت فی تشرین الاول 2019 م و ما بعدها مناطا لتشکیل الاحداث لترصد بعینها الابویة احداثها فی معایشة واقعیة تنظیما و تنفیذا، و تعضید ما ینتظم تحت لواء هذه التظاهرات من مطالب، و توجیهها الجهة الاصلح لکی تتحقق تلک المطالب ذات الاهداف السامیة والحقة، و یندس خلف ذلک هاجس ابوی یعلن عن نفسه ضمن نسیج هذه الخطب التی کما ذکرنا وقفت عند انتفاضة الشعب التشرینیة، او کما اصطلحت علیها المرجعیة الدینیة العلیا ب (ثورة الاصلاح)، او (الحرکة الاصلاحیة) والتی عبرت عن نهج المرجعیة فی الحفاظ على ارواح و دماء و ممتلکات العراقیین، و عدم التدخل فی سیر الاحتجاجات من ای طرف خارجی او داخلی، و یقوم هذا الخطاب فی مجموعه بین طرفین اثنین : الاول : المتظاهرون المطالبون بحقوقهم، و المرجعیة الدینیة جزء منهم و یظهر هذا جلیا من اشراک الخطیب هذه الجموع المحتجة على سوء ادارة الدولة، و انتشار افة الفساد الاداری و المالی بمخاطبتهم (اخوانی، اخوتی، اخواتی، اخوان)، فقد وقفت المرجعیة و على مدى ستة عشر عاما مع مطالب الشعب و توجهاته فی العیش الکریم و العدالة الاجتماعیة ، و وقفت مع مطالب المتظاهرین فی العام 2015 م، و عبرت عن مساندتها و دعمها عندما تجددت فی شهر تشرین 2019 م و هی موضوع البحث، بل رسمت بوصلة نجاحها من الیوم الاول لانطلاقها فقد کانت حریصة على حمایة هذه التظاهرات الشعبیة، و ان تکون السلمیة ثوبها، و عدم الاعتداء على القوت الامنیة، و عدم الصدام بها ، و عدم الاعتداء و التجاوز على الممتلکات العامة و الخاصة ، و حصر التظاهرات فی اماکنها ،والطرف الثانی : الحکومة التی بیدها زمام السلطة.فی هذه الصفحات سیرصد البحث ابرز مظاهر وسائل تعدیل القوة الانجازیة فی تلک الخطب، للتعرف على کیفیة استخدام الخطیب لهذه الوسائل و اسباب هذا الاستخدام ، و جاء البحث فی ثلاثة مطالب : فی الاول : وقف البحث عند الوسائل المعجمیة فی الخطاب، و فی المطلب الثانی : وقف البحث عند الوسائل الترکیبیة ، و فی المطلب الثالث : درس الوسائل الخطابیة، ثم خاتمة لما توصل الیه البحث من نتائج ، و قائمة بالمصادر و المراجع التی توکا علیها هذا البحث، فهو محاولة عرض و مناقشة لبعض من هذه الوسائل مع تطبیق لها على عدد من خطب المرجعیة الدینیة العلیا فی خطابات الحرکة الاصلاحیة-کما اصطلحت علیها المرجعیة الرشیدة (دام ظلها الوارف)، و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمین و الصلاة و السلام على حبیبنا المصطفى محمد وعلى اله الطیبین الطاهرین .