التّرخُّص فی قرینةِ الرتبة - دراسة فی استعمال القرآن الکریم

استنتجَ هذا البحثُ ان الرتبة قرینة لفظیة وعلاقة بین جزئین من اجزاء السیاق یدلّ موقع کل منهما من الآخر على معناه وتولف هذه القرینة احد دعائم النظام اللغوی الدقیق، ولذلک یودی خرقها الى اللبس الذی عدّ آفة البیان،ومن هنا قسّمها النحاة على قرنیة محفوظة واخرى غیر محفوظة لتحدید مساحة الحرکة الجائزة للعنصر اللغوی کما ان الترخّص ظاهرة لغویة تمثّل تطبیقا محترفا وعالیا لنظام اللغة واعرافها،و انها لیست خروجا على النظام، بل هناک ضوابط لابدّ من توفّرها تتمثل بضرورة توفر قرینة لغویة (لفظیة او معنویة) تقوم مقام القرینة التی اهدرت،والاّ نسب الکلام الى الخطا، ذلک انّ اللغة-بوصفها نظاما- تتکون من مجموعة انظمة جزئیة تولف بمجملها وحدة النظام الکلی وتعدّد القرائن فی الجملة الواحدة من اجلى مظاهر ذلک النظام ولهذا جرت عادة بعض علماء اللغة ان یشبّهوا هذا النظام بنظام اجهزة الجسم الانسانی،کل جهاز فیه،وکل عضو یعمل من اجل الحیاة،وکذلک الانظمة اللغویة تعمل من اجل الفهم والافهام والله من وراء القصد .