تجلیات (الشعریة) فی التراث النقدی العربی بین النظریة والاجراء قراءة فی کتاب ( المرقصات والمطربات ) لابن سعید المغربی (ت 685 ه)

من اهمِّ النتائج التی توصّل الیها هذا البحث انه کشف عن اهمیة مقاربة التراث مقاربة معاصرة تبیّن ما اُضمر فیه من روح نقدیة تقترب کثیرا ممّا اُشیع فی الخطاب النقدی الحدیث من مفهومات ومصطلحات نقدیة فقد طرح ابن سعید المغربی مفهوما شمولیا یقترب کثیرا من الاطار العام لمصطلح (الشعریة) فی طرحها الحدیث الذی تجلّى فی الوافد الغربی والمستورد العربی فی حقبة الحداثة وما بعدها ، کما تجلّت فی طرحه فی مدونته النقدیة الخاضعة للقراءة هنا مصطلحات نقدیة تُضمرُ فهماً اوّلیاً عاما للمفهوم قد یلتقی مع مفهومات متشابهة طُرحت حدیثا لمصطلح الشعریة ، وقد طرحها فی مضمون مدونته التنظیری وفی مدخلها ؛ اذ جعلها مدخلا لقراءته النقدیة الواعیة للتراث العربی شعرا ونثرا ، ومن اهمّها (المُطرِب) ، و(المرقِص) ،وانطلق ابن سعید المغربی من تصوّر عصره ، ومن مرجعیاته الثقافیة ، ومحموله الفکری النابع من تاثیراته ببیئته التی تقوم على اللهو والرقص ویمثّل ذلک فیها ثقافة عامة ، وقد سحب هذا کلّه على النتاج الشعری خاصة ؛ لانّه المادة الدسمة التی تُطرح فی تلک المجالس واستخلص الى انّ مفهوم الشعریة فی منظور ابن سعید یتلخص اجرائیّا فی البحث عن المعنى البدیع الموثر ، المُودَى بلغة واضحة داخل السیاق النصی والحمد لله رب العالمین .