الشعرُ العربیُّ بین الفصحى والعامیة

ظهرت اتجاهات نقدیة متعدّدة فی السبعینیات ، کالبنیویة ، والتفکیکیة ، والاتجاه التحویلی التولیدی ، بالاضافة الى جمالیة الاستقبال او التلقی ، والاتجاه الاخیر یختلف باختلاف ثقافة العصر ، اذْ لکل عصر قراءته ، وتدخل معاییر متنوعة تتعلّق بالنص نفسه ، ودرجة الاستقبال من التلقی ، وظروف البیئة الثقافیة, والذوق الفنی, والاحساس بالجمال. ظهرت هذه المشکلة لاهمیتها الذاتیة. وهی ظاهرة خفیّة عاملة وموثرة فی العمل الادبی ، فی تقویم المنتج، ومستوى الاستقبال له، عن طریق القراءة والذوق الفنی عند الجمهور ، فتندمج ذات القارئ مع النص، عن طریق اسئلة متعدّدة ، یعرضها الناقد على النص، فتاتی الاجابة مزدوجة منه اعتماداً على النتاج الادبی. انّ وجود الثنائیة : النص والقراءة هی عملیة حیاة جدیدة ، واعادة انتاج النص، ونقد النقد، من خلال الولوج الى اعماقه ، وایجاد التماسک والانسجام بین الفکر وعاطفته ، والمناسبة ، والبیئة ، وتاثیر التاریخ ، وما الى ذلک.وقد یکون التلقی اعلى من النص نفسه. لقد جاءت خطة البحث اعتمادا على عنوانه :(الشعر الفصیح واشکالیة التلقی)، بظهور ثنائیة : الشعر الفصیح والشعر الشعبی ، او النموذج الادبی والعامی ، اعتماداً على اللغة الفصیحة واللهجات العامیة ، والصراع بین اللغة واللهجة .فجاءت مطالب البحث الثلاثة على وفق هذه الثنائیات کمقدمات ونتائجها التلقی.فارتاى البحث انْ یبدا بمطلب اول بعنوان :اللغة الفصحى واللهجة العامیة ، الذی هو تمهید للمطلب الثالث: الشعر العربی بین الفصحى والعامیة، ویتوسّطه المطلب الثانی بعنوان : الشعر الحدیث مغترباً . ومدى تاثر الجمهور بشعریة المنتج وطریقة تعبیره. وتلقّی النصّ الشعری ونقده یعدّ سمة جمالیة مضافة الى جمال النص نفسه . وما دام الابداع حاضراً فی النص, فانّ القراءات المتعدّدة له جمال یتجدّد ، ونواة تنفلق ، ودرر یستخرجها الغواص الماهر من بحر الجمال الشعری الخلَاق.