الفاظُ الاشْجَّارِ والثِّـِّمار والازْهار ومایتعلّق بها فی نهج البلاغة

ابدى الامامُ امیر المومنین علی بن ابی طالب ( علیه السلام ) اهمیّه الکبرى فی احیاء الاراضی وتشجیع اعمارها ، واقامة المشاریع الاروائیة حول اراض السواد ؛ لکون الزراعة العامل الاکثر ایرادا للدولة الاسلامیة ، فجمع الخَراج والمَّال یتم بواسطتها . ومن اهمّ العوامل التی ساعدت على الزراعة الفتوحات الاسلامیة التی تحققّت فی عهده ( علیه السلام ) واختیاره لعدد من المدن مستقرّا للجیوش ؛ لذا وضع خططا لتشجیع الزراعة ، وتنمیتها فازدهرت البساتین بالاشجار والازهار ، واکد على رعایتها ؛ لکونها تتطلّب فترة طویلة تمتّد لشهور ثلاثة او ستة او اطول ؛ وتنوعّت المحاصیل الزراعیة : من حبوب وبقول واشجار فاکهة ، فبعضها دوری کالفواکه ینضج فی بعض الفصول ویختفی فی الاخرى ، ونزول المنتوج الى الاسواق قد یکون مع موعد لم تعد فیه الاسعار مشجّعة قیاسا مع المنشاة الصناعیة وبوقتها یتبدّل انتاجها بمدة اسرع استجابة لمتطلّبات واوضاع السوق ، فقد تتعرّض المحاصیل الزراعیة الى انخفاض شدید فی اسعارها بمواسم معیّنة لزیادة عرضها فی السوق ، ونزولها الى السوق فی مواعید معینة وشحّتها فی مواسم اخرى یزید من اهمیتها ، فکلما کانت الکلفة اکبر لخزنها او انتاجها فی مواسم اخرى ، ستتعرّض الى ارتفاع اسعارها ، لتغطیة نفقاتها . وبحثنا هذا سیسلّط الضوء على جانب من الالفاظ الزراعیة من اشجار واثمار وازهار ؛ لتصویر تنوعّها تارة ، وتشجیعه على الزراعة واحیاء الجانب الاقتصادی الزراعی منها تارة اخرى . .