الابعادُ التّداولیّةُ فی النصوص الکاظمیّة

.ان سیرة الامام موسى بن جعفر (علیه السلام) یمکن النظر الیها فی اکثر من رویة ، وانّها ماء معینٌ لا یعرف اطرافه ... لقد جدّ بنا الامر لاستجلاء طائفة من القضایا التداولیة فی تلک السیرة العظیمة. فکانت من ابلغ التصویرات التداولیة التی بُنی على جرائها تحقّق الانجازیة من الکلام . بل جسّدت احقیّة اهل البیت بالامامة دون غیرهم بذکر روایات دلّت على اجادتهم للغة غیرهم ، وهذا یعنی امکانیة وصولهم الى جمیع الاطیاف بلا واسطة ، وهو امر عجز عنه سائر من حکم الامة من غیرهم ( علیهم السلام ) وتبیّن ان الامام کان یلاحظ المتلقی ، ویولیه اهمیة فائقة فی التخاطب ، وکشف البحث عن التمّیز فی استعمال القضایا التداولیة من الافتراض المسبق ومتضمّنات القول ، ووجد البحث کیف ان الامام استعمل اسلوب الاستفهام لیکسب المتلقی ویجرّه الى التحاور ، وکیف کان یستعمل الایحاء لیشرک المتلقی فی التامل بمقصده ... ، ویشیع الحجاج عند الامام الى حدّ الاقناع والتاثیر ، واظهر البحث ان قصّة واحدة یلحظ فیها فنون التداولیة على اوجها ، فحادثة کحادثة العمری نجد فیها الملاءمة والقصدیة والحجاج وافعال الکلام .