النصُّ القرآنیُّ والوعی اللغوی

سلط هذا البحثُ الضوء على ضرورة نشر الوعی اللغوی والعنایة باللغة العربیة وسلامتها ، لانّ ذلک هو سبیل العنایة بالقرآن الکریم ، للارتباط الذی بینهما ، فلولا القرآن لما بقیت العربیة ، ولولا العربیة لاستعجم القرآن على اهله نصاً وفهماً . کما لاحظ البحث انّ الدول الاسلامیة التی تبحث عن وحدتها علیها انْ تعنى بلغة کتابها المقدس وتراثها الاسلامی اللغة العربیة ، وانْ تغلب العنایة بها على العنایة باللغات المحلیة . ونبّه البحث على ان الدراسات الاستشراقیة للنص القرآنی على انّه کتاب بشری ، وهی لم تستکمل ادواتها الصحیحة لانّ مناهجها قامت على اللغات الاوربیة ولم تعن بواقع العربیة النقی وهو الذی یمثّله القرآن المتلوّ والمرتل ، واتجهت الى دراسة واقع الخطا فی العربیة واللحن الذی قامت علوم العربیة بمهمة تصحیحه ذلک هو اللهجات العامیة فی البلدان العربیة . فوقعت هذه المناهج بالقصور الناجم عن عدم مراعاة السیاق المعرفی للعربیة وعلومها وکذلک السیاق التاریخی ، ولا ینفعنا فی هذه المناهج سوى الاسلوبیة التی تعنى بدراسة مستویات اللغة الاربعة : الصوتی والصرفی والنحوی والدلالی . وقد سبق الى ذلک علماء الامة من المفسرین وشراح دواوین الشعر وطبقوا هذا المنهج فی مولفاتهم ودراساتهم قبل قرون على نشاته عند الاوربیین ومن الله التوفیق .