الایْهَامُ وَالمُشَابَهَةُ فی تَشْبِیْهِ التَّفْضِیْلِ وَالمَدْحِ بِمَا یُشْبِهُ الذَّمِّ

فی هذا البحث الموسوم بـ ( الایهام والمشابهة فی اسلوبی تشبیه التفضیل والمدح بما یشبه الذّمّ ) تمّت المزاوجة بین هذین الاسلوبین لجامع بینهما وهو الایهام والمشابهة ،لما یحملانه للمتلقی او السّامع من المفاجاة ، فانّ المتکلّم عندما ینطق باداة الاستثناء او الاستدراک یتوقّع السّامع انّ المستثنى سیکون مغایراً ومخالفاّ للمستثنى منه ، ولکن ما انْ تتمّ العبارة حتى یاتی المستثنى موکّداً للمستثنى منه ، فتکون المفاجاة والمباغتة . فاعتمد تشبیه التفضیل المشبّه لتنحصر عنایته به ، متخلیًا عن المشبّه به . فی حین اتکا اسلوب المدح بما یشبه الذم على طرفی الاستثناء ( المشبّه والمشبّه به ) موکدًا احدهما بالآخر . اقترب تشبیه التفضیل من بنیة الضرب الثانی للمدح بما یشبه الذم ، فکانت المشابهة هی البارزة ، فی حین انتصر تشبیه التفضیل للمشبّه فقط .