الاحالةُ بالضمیرِ فی سورةِ الصَّافاتِ واثرُها فی التَّماسک النَّصی

تُعدُّ الاحالة من اهم وسائل التَّماسک النَّصی، وتُمثّل الضمائرُ ابرز مظاهرها؛ بل اکثرُها قدرةً على صنع التَّماسک والحبک النَّصی شکلاً ودلالةً، فهی تمثّلُ العمود الفقری للنُّصوص؛ فلا یمکننا تخیّلُ النَّص وهو خال من الضمائر؛ لانَّها تربط اللغةَ بسیاق الموقف الخارجی، فضلاً عن تادیتها وظائفَ ترکیبیةً ودلالیةً متعدّدةً اهمها وظیفة الربط ، وقد تجلّت هذه القیمةُ التّعبیریة للضمیر فی سورة الصَّافات بصورةٍ بارزةٍ ؛ اذ شکّلت الاحالة الضمیریة من نص السَّورة نسیجاً تعبیریاً مترابطاً ربطاً دقیقاً محکماً، فقد کانت بمثابة الجسر الذی یربطُ محاور السورة الخمسة، حتى غدت السَّورةُ کتلةً واحدةً متلاحمةً فی جمیع فصولِ موضوعاتِها، وعلى المستویین الشَّکلی والدَّلالی، فلا تفکّکَ ولا نُبُوّ فی مواضع السَّورةَ. وقد ساعدت الاحالة الضمیریة ایضاً على تقدیم جملٍ قصیرةٍ ومتنوّعةٍ اعطت النَّص بلاغةً تعبیریةً عن طریق سبک الجمل فی السَّورة بِدءا من نواة السَّورة التی تمثّلُ مضمون النَّص الرئیس، والمضامین او الموضوعات الجزئیة المعبّر عنها فی ترکیبات السَّورة. وتخلقُ هذه الاحالاتُ الضمیریة فی سورة الصَّافات علاقاتٍ تواصلیةً بین النَّص والمتلقی او القارئ له، ولا شکَّ انَّ هذه العلاقات تودی اثراً واضحاً فی تشکیل بنیة النَّص، من خلال فهم الاحالات الضمیریة فهماً جیداً.