اشکالاتُ التحکمِ فی المهارات اللغویة عند المتعلم -من التلقی الى الانتاج-

مّما لا شک فیه ان دیدکتیک اللغات عرفت طفرة نوعیة منذ بدایة النصف الثانی من القرن الماضی، ونافست باقی العلوم التی حققت نجاحا کبیرا، وفسحت الطریق لتطویر المفاهیم اللغویة الخاصة بمجال علوم التربیة او مجال التعلیم، کمفهوم المهارة اللغویة ، و الاکتساب اللغوی، والتواصل اللغوی ومن اهداف تعلم ای لغة من اللغات، هو ان یکتسب المتعلم القدرة على فهم المسموع و التعرف على اطاره الصوتی الخاص به، و الحدیث بطریقة سلیمة تحقق له القدرة على التعبیر وعلى انتاج ما یرید التعبیر عنه ثم التواصل السلیم مع المحیط ، و کذلک اقداره على القراءة و الکتابة بطریقة سلیمة وقد اهتم المفکرون والعلماء باللغة، وبحثوا فی اصل اللغة الانسانیة و ماهیتها وفی مسالة الفطری والمکتسب فی اللغة ، ومدى تاثیر الفطرة والاکتساب فی تشکّلها فی مستوى الفرد وفی مستوى الجماعة ،وراوا ان اکتسابها رهین الى حد کبیر بالبنى اللغویة الفطریة التی تخلق مع الانسان. وانّ هـذه البنى اللغویة الخاصة تبدا عملها فی مرحلة محددة من النضج ،وهـی تـساعد الطفـل وتزوده بمعلومـات مبرمجة مسبقا . فالطفل یولـد وهو یمتلک بنـى فطریة خاصة باللغة وهذه البنى تتطور وتنمو وفق المحیط الذی یعیش فیه وفی سیاق اللغة التی تحیطه فی وسطه الاجتماعی والسوال هنا هل یمکن اعتبار اللغة من الاستجابات المتعلمة ، وکیف یمکننا الاستفادة من قوانین التعلم فی تفسیر الفروق بین الاطفال فی تحقیق الکفایات اللغویة . صحیح کلما ازدادت قوة الدافعیة و التحفیز فی استخدام اللغة ، کلما ازداد حظ السلوک اللغوی من التطور والنماء . وفی هذا الاطار تفید العدید من الدراسات الى ان الاطفال فی الاسر المیسورة تشجع اکثر على اللغة وتثیب علیها ، وبذلک فاطفالها یکتسبون مهارات لغویة جیدة بل یکون لهم الاستعداد لاکتساب اکثر من لغة .وبذلک تصبح هذه المهارات هی مرکز تعلیم وتعلم اللغات و الهدف الحقیقی للعملیة التربویة، فما هی هذه المهارات؟ وما الطرائق الحدیثة لتحقیقها ؟ وما اهم المهارات التی عبرها یمکن ان تتحقق عملیة اتقان للغة فالهدف من اکتساب المهارات اللغویة ( الاستماع – الکلام – القراءة – الکتابة )،تتجلى فی قدرة المتعلم على التواصل السلیم، و القراءة الجیدة، و الاستماع المرکّز، و الکتابة السلیمة ، و یهدف کذلک الى الحدیث بها بطریقة سلیمة تحقق له القدرة على التعبیر عن مقاصده، و التواصل مع الآخرین المنتمین لتلک اللغة ، و کذلک یسعى الى ان یکون قادرا على قراءتها و کتابتها ثم ان الفصل بین المهارات اللغویة لا یتم فی واقع الحیاة العادیة , وانما تفصّل (غیر مجزاة )فی التدریس، فعندما نتحدث عن ممارسة الاستماع مثلا، فاننا غالبا ما ننتهی بالتحدث او الکتابة , وکذلک الشان عند حدیثنا عن مهارة القراءة , والعکس بالعکس . وتختلف الطرائق التعلیمیة التعلمیة المتبعة فی تنظیم المهارات اللغویة ومعرفة وسائل تدریسها ،لکنها تتفق فی کونها مجموعة متنوعة من السلوکیات یجب تعلمها وتعلیمها بطریقة منظمة ومتناسقة.. هنا نتساءل متى ینجح المتعلم فی اکتساب المهارات اللغویة؟؟ هناک مجموعة من الشروط التی یجب توافرها فی العملیة التعلیمیة لیتمکن المتعلم من اکتساب المهارات اللغویة هی : 1- یجب على المدرس ان یحدد نوع المهارة التی یرید اکتسابها . 2- یجب ان تکون تعلماته متناسقة ومنتظمة تحت قیادة المدرس . 3-یجب تعزیز و تشجیع المهارات بالتطبیق و التدریب المتکرر. 4- یجب ان تکون التمارین موائمة لحاجات المتعلم ،او مثیرة له على الاقل لتحفزه على الممارسة . 5- یجب دمج المعارف النظریة والتطبیقیة للغة المراد اکتسابها . وساوضح بتفصیل فی هذا المقال العلاقة بین الاکتساب للغوی و تحقیق المهارات اللغویة وتبیان اشکالیة التحکم فی المهارات اللغویة و دورها ومکانتها فی الاکتساب اللغوی ،ثم اهتمام النظریات الحدیثة بهذه المهارات لما لها من اثر وقیمة فی العملیة التعلیمیة.