سیمیاءُ الجسد فی القرآن الکریم دراسة تحلیلیة

اذا کانت اللغة المنطوقة ترجمان العقل ومرآة افکاره، ووسیلة التواصل العلیا الخاصة بالانسان، یرسل بها رسائله، ویبث الآخرین افکاره فان تواصله مع اقرانه لیس مقصوراً على هذه اللغة فحسب، فله من مسلک التواصل غیر اللفظی یعبِّر بها عما یشاء من فکر ومشاعر. • ویاتی هذا البحث لیدرس «سیمیاء» اللغة غیر المنطوقة التی موئلها اعضاء الجسد، من راس، وما حوى ، کالعینین ، والحاجبین، والفم،... • واذا کان کاتب السطور یقرّ بانه مسبوق الى دراسة «لغة الجسد» ببعض الدراسات، وانه ربما اطلع على اکثرها، ان لم یکن قد وقف علیها کلها، فوجد من الاسباب الداعیة الى اعداد هذه الدراسة اختلاف المنهج الذی ترسمه من جهة ، ومستوى التحلیل من جهة ثانیة، وسطحیة معالجة بعضها من جهة ثالثة، وترکیز بعضها على ابراز جانب کالجانب الدینی من دون غیره من جهة رابعة،... • وتساوقاً مع منهج المجلة وسیاستها من جهة حجم البحث ضربت صفحاً عن عرضها والتفصیل فیها ،ونقدها لیکون ذلک مسوّغا حقیقیاً له، وملت الى اختصار البحث والوقوف على بعض جوانب سیمیاء لغة الجسد من دون ان اعرض لها کلها، فدرست (الراس وماحوى)،وفصلت القول فی الدلالات الراشحة عنه ، موملاً ان اکون غیر مخلّ بهذا الاختصار، وان اکون قد وصلت الى بعض المبتغى لا کله.