رفع التعارض بین النصوص بالجمع والترجیح، بین اهل الحدیث واهل الرای دراسة تاصیلیة نقدیة

تسلط هذه الدراسة الضوء على واحدة من المسائل المشترکة بین علوم الحدیث والفقه، وهی منهج العلماء فی رفع التعارض بین النصوص الشرعیة. تذکر کتب اصول الحدیث واصول الفقه وجود منهجین من مناهج العلماء فی المسالة، وهما منهج المحدثین وجمهور الاصولیین ومنهج الحنفیة. ویمکن لنا ارجاع المنهجین الى اصلیهما فی مدرسة اهل الرای ومدرسة اهل الحدیث. تدَّعی هذه الدراسة ان المنهج الشائع عن الحنفیة فی کونهم یدفعون التعارض بین النصوص بالنسخ اولا ثم بالترجیح ثم بالجمع، لیس هو المنهج المعبِّر عن مذهبهم ولا عن مدرسة اهل الرای، فهو ترتیب مشکِل یخالف الاصول الکلیة للمدرسة، ویخالف نصوص موسسی المذهب. درس الاستاذ الدکتور الشریف حاتم العونی هذه المسالة ایضا وادَّعى ان منهج الحنفیة موافق لمنهج المحدثین عند التعارض. ای انهم یقدمون الجمع بین النصوص اولا، فان لم یمکن لهم ذلک انتقلوا الى الترجیح، ثم یلجوون الى النسخ فی آخر المطاف. تتَّجه هذه الدراسة الى تحلیل بحث الشریف حاتم العونی ونقده، وبیان نقاط الاتفاق والاختلاف معه، ومن ثم تقدیم المنهج الذی یناسب تصریحات اصولیی الحنفیة فی مسالة رفع التعارض بین النصوص، وهی توافق ما ذکره الشریف حاتم من تاخیر النسخ، وتخالفه فی ان الترجیح مقدَّم على الجمع عند الحنفیة، بحیث یکون الترتیب المدَّعى هو الترجیح، ثم الجمع، ثم النسخ. وتذکر هذه الدراسة الادلة المناسبة لتدعیم هذا الادعاء.