التصوف بین التوظیف السیاسی والثابت التاریخی

تدور هذه المقالة حول قضیة من اهم قضایا التواصل الغربی بالحیاة فی العالم الاسلامی، وهی مسالة علاقة الموسسات الصوفیة بالعمل السیاسی، وقد انبثقت اهمیة هذه القضیة من رحم الاهتمام الغربی المتزاید بالسبل الانجعل ت فکیک بنیة الفکرة الاسلامیة، وخصوصا الفکرة التی تتبنى خیار الممانعة، والتی باتت تقف سدا منیعا امام الغرب ومخططاته فی کافة انحاء العالم الاسلامی، وقد اهتدت موسسات التخطیط والتنظیر الغربیة الى آلیة ذاتیة، تکمن فی البناء الاسلامی نفسه؛ وهی التصوف منطلقة فی ذلک، من نماذج واقعیة تجسدها بعض المدارس الصوفیة، ومن نماذج سجلها التاریخ لرجال عدوا من ابناءها، ویلخص الموقف السلبی من تیارات میش الحواجز والتباینات الدینیة من سلم 􀄓 الاسلام السیاسی، والاذعان المطلق للسلط الحاکمة، وکذا الاهتمام؛ القواسم المشترکة بین هذه النماذج قدیمها وحدیثها. وهو عینه ما یرید الغرب ان تکون قناعات المسلمین وفقه، حتى یتمکن من ازالة حصون الممانعة المعطلة لمشاریعه ومخططاته، وسنحاول فی هذه المقالة الوقوف على التصور الغربی للمسالة، ثم استرداد احداث التاریخ للبرهنة على صحة التعمیم الحاصل ام بطلانه.