السیاسة والاجتماع فی مرآة الامثال

الامثال من اکثر الاشکال التعبیریة الادبیة انتشارا وشیوعا ولا تخلوا منها ایة امة من الامم فهی مرآة عاکسة لمشاعر الشعوب على اختلاف طبقاتها وانتماءاتها وهی ایضا تجسید لمختلف تصوراتها وعاداتها وتقالیدها ومعتقداتها فی صور حیة ودلالات انسانیة شاملة من خلال ما تتسم به من خصائص وممیزات فهی بذلک تعتبر الذاکرة الحیة للشعوب لانها  سریعة التداول والانتشار وتنقل من جیل الى آخر، ومن لغة الى اخرى عبر مختلف الازمنة والامکنة، باضافة الى اتسامها بالایجاز وجمال اللفظ والکثافة فی المعانی، لذلک عدت وعاء الامم ومخزون تجاربها، کما انها ایضا وسیلة من وسائل حفظ التجارب والحکم لتنتقل من جیل الی آخر. تدور فکرة المقالة حول الدلالات الاجتماعیة والسیاسیة فی الامثال، حاملة للموروث الشعبی والقومی، فهی مرآة عاکسة لمختلف تجارب حیاة الفرد وتعبر عن مختلف طبقات المجتمع وفئاته، فمن خلالها نستطیع ان نتعرف على مختلف العلاقات القائمة داخل المجتمع الى العلاقات الاجتماعیة داخل الاسرة الواحدة. المسالة التی تطرح هنا وهی ما هو دور الامثال فی السیاسة والاجتماع وما هو دور السیاسة والاجتماع فی الامثال؟ للاجابة علی هذه الاسئلة اعتمدت الدراسة علی المنهج التحلیلی الوصفی. تشیر النتائج الی ان فقد الامثال تاثرت بظروف المجتمع سیاسیا من العصر الجاهلی الى العصر الحدیث وقد ظهر اثر ذلک فی الصورة الامثال وقد ظهر ایضا اثر المجتمع من ناحیة اجتماعیة فظهر اثر البیئه التی عاش فیها العربی، کما وجدت امثال کثیرة فی العصر الحدیث تصور لنا ما یدور فی ذلک المجتمع.