دراسة نقدیة فی الآراء التفسیریة للآیة 24 من سورة النساء

بحسب ما هو معروف تبدا الآیة 24 من سورة النساء بالحدیث عن تحریم الزواج من النساء المحصنات ثمّ یستثنی من ذلک الزواج من الاماء، غیر انّ المفسّرین لم یتفقوا فی معنى الجزء الاول منها. یتبیّن من دراسة التفاسیر منذ بدایة الاسلام حتى الآن ان هناک خمسة آراء مختلفة حول هذه الآیة القرآنیة. ترى هذه التفاسیر انّ هذا الجزء من الآیة، کالآیة السابقة، یقصد تحریم الزواج من المتزوجات او الحرائر الا الاسیرات او الاماء او المهاجرات او اقل من اربع زوجات. ومع ذلک، یمکن ملاحظة بعض اشکالیّات فی هذه الآراء مثل الغموض فی الدلالة، والضعف فی الروایات المعتمدة، ومعارضة بعض الآراء للروح العامة للتعالیم الاسلامیة، وما الى ذلک. یهدف البحث الحالی بمنهجه الوصفی والتحلیلی، ومن خلال دراسة 210 تفاسیر متوفرة فی برمجیات جامع التفاسیر (3) الى عرض وتحلیل وجهات النظر المذکورة، بالاعتماد على الادلة النصیة المستمرة والمتقطعة، واخیراً توصّل الى وجهة نظر جدیدة ومغایرة، وهی انّ الواو فی بدایة الآیة لیست للعطف، بل هی استئنافیة، وهذه الآیة لیست استمراراً للتحریم المذکور فی الآیة السابقة، وانّما لها معنى مستقل. ومن جانب آخر، انّ المحصنات هی النساء العفیفات، ولیس النساء المتزوجات، وتشمل جملة ﴿ما ملکت ایمانهم﴾ الاماء ایضاً. وکذلک عبارة ﴿والمحسنات من النساء الا ما ملکت ایمانکم﴾ مبتدا، وجملة ﴿کتاب الله علیکم﴾ خبره، وکلاهما مرفوع. ولذلک، تشیر الآیة الى الرّجال لیتوجّهوا الى الزواج من النساء العفیفات من غیر الاماء. وبالطبع، ان الآیة التالیة خفّفت الحکم المذکور، واجازت للرجال، فی حالة عدم القدرة المالیة، ان یتزوّجوا من الخادمات المومنات.