مواقع اللاتحدید وتحقیق التفاعل بین النص القرآنی والقارئ دراسة تحلیلیة فی قراءة انجلیکا نویورث لسورة الرحمن

انّ قضیة التفاعل بین النص والقارئ ومفهوم مواقع اللاتحدید هما من اهم الموضوعات المطروحة فی نظریة جمالیة التجاوب لولفغانغ ایزر. تسعى هذه النظریة الى اعادة الاعتبار للقارئ المهمَش فی الدراسات الادبیة السابقة من خلال الاهتمام بدور القارئ فی عملیة القراءة، والبحث عن المفاهیم والطروحات التی تساعد على اقامة التفاعل بین النص والقارئ. تنطلق هذه الدراسة من تصور محدد وهو انّ تلک المفاهیم التی طرحها ایزر تقدم لنا آلیات اجرائیة مفیدة لدراسة النص القرآنی والنصوص التفسیریة من منظور جدید. وعلى هذا، ترید الدراسة تسلیط الضوء على بعض مواقع اللاتحدید فی سورة الرحمن التی هی من اکثر السور القرآنیة اثارة للدراسة والتحلیل بالنظر الى شکلها الخاص، وعلى کیفیة تعامل انجلیکا نویورث مع هذه المواقع باعتبارها القارئة لهذا النص. انّ الترکیز على نویورث فی هذا البحث یعود الى منهجها فی دراسة القرآن وتاکیدها على تلقی السور القرآنیة کالوحدة الادبیة وقراءتها التفسیریة للسور القرآنیة والتی تسمح لنا ان ندرس تفسیرها وفق معطیات نظریة جمالیة التجاوب وبالاستعانة من المنهج الوصفی –التحلیلی. انّ الهدف من هذا البحث هو الوصول الى الطریقة الجدیدة لدراسة البنیة النصیة للقرآن ولتحلیل النصوص التفسیریة وتعیین معیار لتمییز تحققات المتلقین المفسرین القریبة والبعیدة عن هذا النص العظیم. وقد اتضح انّ نویورث فی دراستها التفسیریة لهذه السورة، تحاول ان تملا مواقع اللاتحدید حسب المعلومات الواردة فی النصوص الدینیة السابقة وتحلیلاتها الخاصة عن القصائد الجاهلیة.