التوظیف الفنی للاسالیب الانشائیة ودلالاتها فی الشعر الفلسطینی المقاوم.

تعدّ الاسالیب الانشائیة من اهمّ الوسائل التی یوظّفها الشعراء للتعبیر عما یدور فی نفوسهم والکشف عن تجاربهم والاحداث التی یعیشونها؛ کما انها اداة مهمّة تمیط اللثام عن جمالیات النص الادبی ومیزاته الفنیة ولقد اصبحت الاسالیب الانشائیة جزءاً لا یتجزّا من بنیة النص الشعری الفلسطینی المقاوم والتی قد شغلت حیزاً کبیراً من مساحته؛ فلماذا استخدم شعراء فلسطین هذه الاسالیب؟ وما هی المیزات الفنیة التی تمتاز بها هذه الاسالیب فی الشعر الفلسطینی المقاوم؟ من منطلق هذا الامر، تهدف هذه الدراسة الکشف عن توزیع الاسالیب الانشائیة الطلبیة الموظّفة وانماطها فی الشعر الفلسطینی المقاوم ومعرفة دلالاتها وظواهرها الفنیة البلاغیة. ولتحقیق اهداف البحث انتهجت الدراسة المنهج الوصفی– التحلیلی والاحصائی. المتامّل فی بنیة النص الشعری الفلسطینی یجد انّ المخاطب وما یتعلّق به یعدّ جزءاً اساساً یتمحور حول الشعر الفلسطینی المقاوم وهذا راجع الی قلة حضور التمنّی فی بنیة هذا النوع من الشعر، قیاساً الی سائر الاسالیب الانشائیة؛ کثیراً ما نجد انّ الشاعر الفلسطینی ینادی ما یکون غیر معیّن هادفاً الی اشاعة روح الصلابة والثبات فی مختلف ارجاء المعمورة، ویلوذ بحذف النداء عند خطاب الوطن وذلک لتقریب مشاعره ومسافة حبه من الوطن المحتلّ؛ قد انزاح الشعراء بفعل الامر عن دلاته الاصلیة الی دلالات مختلفة لعلّ ابرزها هو التهدید والتحدّی والتشجیع علی مواصلة الکفاح؛ یعدّ التحسّر علی ما حلّ بالشعب الفلسطینی من قتل ودمار وتشرید من اکثر الدلالات ترداداً فی اشعار الشعراء مستخدمین اسالیب الاستفهام المتنوّعة المردفة بوصفها ظاهرة فنیة فیها.