دور الطرق الصوفیة فی احیاء سلطة الشرفاء فی المغرب الاسلامی فی القرن العاشر الهجری

لقد حظى الشرفاء دائماً بالاهتمام اللائق من قبل المغاربة، الى حد اصبح فیه الانتماء الى النبی (ص) اساس ای شرعیة دینیة وسیاسیة، وعلیه فقد لعبوا دوراً مهماً فی تاریخ المغرب. ویعود اول حضور لهم فی المغرب الى القرون الاسلامیة المبکرة اذ جاءت مجموعات من نسل الامام الحسن (ع) والامام الحسین (ع) الى المغرب وتشتّتوا فی مناطقها المختلفة.کانت الحکومة الادریسیة اول مظهر سیاسی جادّ لحضور الشرفاء فی المغرب، مما شجّع على هجرة الشرفاء الى المغرب. ومع تراجع الحکم الادریسی فی النصف الثانی من القرن الرابع الهجری، ورغم استمرار هجرة الشرفاء الى المغرب واستیطانهم بین القبائل البربریة، لم تکن هناک ظروف ملائمة لاستعادة الشرفاء للسلطة حتى القرن العاشر الهجری. فمنذ نهایة عهد بنی مرین، تمّ توفیر الاسس الاجتماعیة السیاسیة تدریجیاً لاحیاء قوة الشرفاء، واخیراً شهد المغرب الاسلامی سلطة الشرفاء ثانیة فی القرن العاشر الهجری. انّ العوامل الموثرة فی استعادة سلطة الشرفاء فی بلاد المغرب الاقصى، رغم اهمیتها، لم تحظ باهتمام کبیر. فرکّزت هذه الدراسة على دور الطرق الصوفیة، ولا سیما الطریقة الجزولیة، وتناولت بشکل تحلیلی دور هذا التیار فی احیاء سلطة الشرفاء فی القرن العاشر فی المغرب الاسلامی. وتشیر نتائج الدراسات الى ان الطرق الصوفیة مع تزاید الاضطرابات السیاسیة والاجتماعیة فی المغرب منذ نهایة العهد المرینی، مالت عن بنیتها الدِّعائیة البحتة، فبدعم من المغاربة وتاسیس العدید من الزوایا فی مختلف المناطق، تدخلت فی الاوضاع السائدة آنذاک. ومن خلال تنظیم الحرکات الشعبیة تصدّت للحکومة المرکزیة الضعیفة والمعتدین الاجانب، فمهّدت الطریق لاستعادة سلطة الشرفاء بتقدیم خطة لتسلیم السلطة لمن ینتمی الى آل النبی (ص).