دراسة درجة تشابه اسلوب رسائل نهج البلاغة من حیث الثروة اللفظیة على ضوء نظریّة جونسون، ومعادلة هونور (الرسائل السیاسیة نموذجاّ)

استحالت البلاغة الى علم جافّ منذ القرن السادس عشر. بعد الحرب العالمیّة الثانیة، حاول البلاغیون لتجدید البلاغة، واعادة الاعتبار الیها. البلاغة الجدیدة قد تعاملت مع الخطابات النصّیّة المختلفة ضمن مجموعة من الاتّجاهات؛ نحو: اللسانیة، الاسلوبیة، التداولیة، والسیمیائیة. الاسلوبیة الاحصائیة هی من اهمّ الاتّجاهات الحدیثة التی تدرس خصائص اسلوب الکتابة. ینشئ کلّ مولّف اسلوباً فریداً لنفسه من خلال الوضع الخاص للکلمات. الطرق الاحصائیة عن طریق تحویل الکمّ الى الکیف، تودّی الى الحکم العلمی على النصوص المدروسة، وتمنع التعبیر عن الذوق. من ابرز الخواص الاسلوبیة هی الثروة اللفظیة التی یمکن استخدامها لتحلیل الاسالیب الادبیة. احد المنظّرین فی هذا المجال هو &جونسون&، الذی اقرّ انّه من خلال حساب نسبة الکلمات المختلفة، ومجموع الکلمات فی النصّ، یمکن حساب تنوّع المفردات. هناک ایضاً طریقة اخرى لحساب الثروة اللفظیة، والتی یسمّى &معادلة هونور&. فی هذه الدراسة طبّقنا نظریّة جونسون، ومعادلة هونور على الرسائل السیاسیة من نهج البلاغة للحصول على درجة تشابه الثروة اللفظیة فیها، وکذلک کیفیة مراعاة مقتضى الحال فی اختیار المفردات من قبل الامام (ع)، خلال المنهج الوصفی-التحلیلی، والاحصائی. من اهمّ النتائج التی توصّلنا الیها هی انّ اختلاف اعلى الثروة اللفظیة، وادناها للرسائل المختارة، وفقاً لنظریّة جونسون هو 11%، ووفقاً لمعادلة هونور هو 15% فقط، وهذا الامر دالّ على مشابهة اسلوب کتابة الرسائل السیاسیة من نهج البلاغة. انّما الاختلاف الضئیل بین الثروة اللفظیة للعیّنات المختارة مرتبط بتاثیر ظروف، واسباب کتابة کلّ من هذه الرسائل، نحو: نوع المرسل الیه، کیفیّة سلوکه، وضرورة التعامل معه، التشجیع او التحریض على امر مهمّ، ولیس هذه الاختلافات الى حدّ لان تسبّب فروقاً کبیرة فی اسلوبها.