تجلیات ما بعد الاستعمار المتمثّلة بالشخصیات النسویة الایجابیة فی روایة عذراء جاکرتا (دراسة اجتماعیة)

انّ الدراسة حول الادب والآثار الادبیّة، وخاصّة فی مجال النقد، قد واکبت الدراسات التی تتمّ بین الفروع المختلفة وخاصّة علم الاجتماع؛ وذلک لاهمیّة الآثار الادبیّة بوصفها مرآة لانعکاس المشاکل الاجتماعیّة، فبامکان الدراسات الادبیّة الاجتماعیّة اصلاح البناء الثقافی للمجتمع، وحلّ مشاکله وتطویره فی مختلف المجالات. وبهذا السیاق، نلاحظ انّ الروایة الاسلامیّة قد اولت اهتماماً بالغاً على تصویر القضایا والتطوّرات التی تطرا على المجالات المختلفة للمجتمع الاسلامی، ومنها الاستعمار والاحتلال. ونظراً الى المکانة المتمیَّزة لشخصیّة المراة فی الروایة، فانّ التحلیل الاجتماعی لاهمّ تاثیرات المقاومة على الشخصیّات النسائیة الایجابیة فی روایة عذراء جاکرتا،وذلک فی ظلّ الاستعمار والمقاومة، من اهمّ اهداف هذا البحث ویدلّ على اهمیّته. انّنا فی اطار الدراسة الاجتماعیة للنماذج المتعلّقة بادب المقاومة، والتی قد تجلّت فی روایة عذراء جاکرتا للکیلانی، قد قمنا بتحلیل العلاقة بین القضایا الاجتماعیة للمجتمع، ومنها الاحتلال والاستعمار، وبین ملامح الشخصیّات النسویّة فی هذه الروایة، وحاولنا ان نبیّن موقف المولّف من موضوع الاستعمار والاحتلال فی مجتمع اسلامی، ونشرح آراءه حول دور المراة فی مواجهة هذه القضیّة. وظهر من خلال البحث فی ضوء المنهج الوصفی التحلیلی، انّ الکیلانی قد رکّز کثیراً علی رسم الشخصیّات النسویة الایجابیة فی هذه الروایة، وذلک بالترکیز على ثلاث صور للمراة وهی المناضلة، والصامدة والشهیدة، وذلک لرسم آثار الاستعمار الشیوعی على المجتمع الاندونیسی من جانب، ولتحریض ابناء البلاد المستعمرة فی مواجهة العدو من جانب آخر.