تجلیات الانا والآخر فی روایة المصابیح الزرق لحنّا مینه

تعتبر صورة الانا والآخر من ضمن الدراسات الادبیة المقارنة ولقد تصدّى الباحثون لرصد تجلیات علاقة الانا مع الآخر فی دراسات عدة فی تجارب الروائیین العرب. ولقد کانت صورة الانا والآخر بحسب بعض اشهر الروایات العربیة التی تطرقت لها ذات خصائص متعددة عبرت عنها تلک الروایات وشکلت منها تمثلات عکست الکثیر من تناقضات الرویة العربیة للاخرِ الغربی. وقد یکون الاهتمام منصباً على السوال المطروح فی هذا الصدد، وهو کیف یمکن تقییم انعکاس الانا والآخر فی روایة المصابیح الزرق من حیث المواجهة والتفاعل ودورُها فی ترسیخ الهویة. وتعتمد هذه الدراسة علی المنهج الوصفی – التحلیلی من خلال الاستعانة بالمکتبة، وتهتمّ بدراسة الانا والآخر من المنظور الصورولوجی. وتبین انّ الانا فی الروایة یتمثل فی عامة الشعب السوری خاصةً الطبقات المتوسطة والفقیرة، بینما الطبقة المرفهة والمسوولین کانت تمیل الى الاستعمار وتسیر وَفق اجندته مما سبّب صراعاً مستمراً بین هذین التیارین. وتظهر تمثلات الآخر فی الروایة من خلال الفرنسیین والاتراک والانجلیز والالمان والایطالیین، وکان لدى الانا الصورة الخاصة تجاه الآخر بحیث تختلف من دولة لاخرى. انّ روایة المصابیح الزرق تسحب الصراعَ الدائر بین الانا العربی مع الآخر الغربی الى الارض السوریة، ویظهر شکل الصراع بین الانا العربی والآخر الغربی عبر الحرب والاستعمار، والعلاقة بینهما یحکمها العداءُ المستمیت، مما یودی الى رفض شبه عام للآخر ویتمثل فی محاربته فی شتى الاسالیب والطرق.