تمظهرات الصوفیة واشراقاتها الروحانیة فی شعر نبیلة الخطیب مقاربة تحلیلیة فی دیوان هی القدس

الشعر الصوفی تجربة ادبیة ذات سمات فنیة تسمو بالروح فوق الآفاق الروحانیة وتقرب من الذات الالهیة، فیسیر بعض الشعراء المعاصرین فی مسارات معرفیة للانعتاق من الواقع المهیمن والحصول على مبتغاهم الفنی والوجودی. وقد شهدت ابداعات بعض الشاعرات العربیات کنبیلة الخطیب الشاعرة الاردنیة المعاصرة تجربة صوفیة یجد القارئ فیها دلالات صوفیة تعکس فلسفتها ورویتها للکون، وتتبدّى تباشیر تلک الدلالات فی انفاس دیوانها المسمّى بـ هی القدس الذی تتمظهر فیه افکارها الدینیة ورواها الروحیة الخصبة. ومن هذا المنطلق یهدف هذا البحث بمنهجه الوصفی والتحلیلی الى دراسة آلیات تشکیل النصّ الصوفی وتمظهراته فی شعر الخطیب حتّى یکشف الفکرة الصوفیة وموضوعاتها ورموزها لدیها. توصّلت الدراسة من خلال تحلیل قصائد دیوان هی القدس الى بعض نتائج اهمّها: انّ نبیلة الخطیب شاعرة ذات نزعة صوفیة، وقد تجلّت تلک النزعة فی هذا الدیوان الذی یغمر بالاشراقات الروحانیة، وقد ترجمت الشاعرة العشق الالهی وحب رسوله من خلال تعابیر وصور رائعة تکشف عن وجدانها الصادق. کما کشفت الدراسة انّ التجربة الصوفیة عند نبیلة الخطیب لم تکن تجربة معجمیة بل کانت تجربة روحیة تنحو باتّجاه العلوی ومشبعة بالقیم الروحیة وممتزجة وجدانیاً بالوعی الصوفی المنفتح على الاسمى والانقى، الامر الذی ظهر بوضوح فی اغترابها الروحی وحنینها الدائم الى الوصل واللقاء بالذات الالهیة المطلقة.