علاقة النوع والجنس والهویة السوسیولغویة فی منطقة جبالة بالمغرب من السرد والنطق الى تمثیل اللغة واحیاء الثقافة

تستکشف هذه الدراسة انواع التقنیات السردیة والخطابیة واللغویّة التی یعتمدها المتکلّم المغربیّ بمنطقة جبالة للتعریف بنفسه، وبهمومه الآنیة وما ورثه عبر الزمن عن اجداده من تراث شفویّ محکیّ وغیر محکی. وتدلّ التقنیات والتراکیب اللغویّة واللفظیة والنصّیة والتراثیّة المستعملة على انّ کلّ هذه الاشکال تعبّر عن واقع معیّن وتروی قصّة او حدثاً تاریخیّاً مخفییْن، وهکذا تعتبر من النصوص والخطابات الهویاتیة المهمّة فی التراث المروی ادبیاً کان ام لسانیاً ام خطابیاً بهذا المحیط. وهی بهذا تساهم فی اظهار العلاقة بین الجنسین وتمییز قیمتها فی مجال الممارسات والواجبات الیومیة التی تمیّز الواقع العربیّ فی زمن الصراعات الایدیولوجیة والتداخلات الثقافیة والعولمة والحداثة. ستحاول هذه الورقة دراسة الجدال الذی یدور حول هذا النوع من الاشکال السّردیّة والادبیّة والخطابیّة وصعوبة تصنیفها کنصّ او کخطاب. وسیهتمّ البحث المعمّق فی التراث المحلی، والذی یمزج بین طرق ومناهج اللسانیات المیدانیّة التطبیقیة واللسانیات النصیّة والسّردانیة، بتوضیح انّ هذه الانواع والتراکیب اللغویّة والنصیّة والخطابیّة اعیُّوع مثلاً، هی خطابات، وهی فی نفس الوقت روایات واقعیّة تلخّص التاثیرات الاجتماعیّة والاقتصادیّة على حیاة الفرد والجماعة فی منطقة جبالة شمال المغرب، خصوصا العنصر النسوی منه. وستساعد معرفة الادوات والاسالیب المستعملة على الوصول الى الغایة المرجوة، وهی کیفیّة ایصال الرسالة من والى الانسان الجبلی وبعده الى المجتمع الانسانی من خلال تبنی مناهج وتقنیات خطابیّة وسردیّة واقعیّة تساهم فی تشکیل مجتمع متکامل انطلاقاً من الحدیث عن شخصیات شارکت فی بناء تاریخ هذه المنطقة من المغرب ومن البحر المتوسط والعالم العربی. وبهذا تساهم هذه الورقة فی احیاء لغة شفویَّة وتراث انسانی مهدّد بالاندثار. وتماشیاً مع التطور السریع الذی یعرفه المجتمع المغربی بکلّ اشکاله، والذی ینعکس على السلوکیات والممارسات الفردیّة والجماعیّة فی المجتمع، ستحاول هذه الدراسة، اولاً، ابراز الدور المهم الذی لعبته المراة الجبلیة عبر التاریخ فی الحفاظ على الهویّة اللغویّة والثقافیّة لمجتمعها ونقلها الى ابنائها عبر الاجیال. ثانیاً، ستوضح هذه المقالة کیفیة ونوعیة حضور المراة الجبلیة فی وسطها عن طریق اظهار نوع الاعباء التی تستحملها لکی تضمن البقاء لبیئتها الطبیعیة والاجتماعیة خصوصا وانّ النساء الجبلیات یلعبن دوراً رائداً فی الحفاظ على التقالید والثقافة عبر مشارکتهنّ فی صیانة الموروث الثقافیّ الشفویّ. ثالثاً، ستوکد هذه الدراسة من خلال تبسیط وتحلیل البنیات اللّغویة والخصائص الممیّزة لها کالامالة وتصغیر الاسماء والصفات والمزاوجة الحرکیّة، ووجود مقاطع منطوقة مدمجة مثل (دج)، انّ المیزات اللغویّة تسهل على الدارس والمتلقی کیفیة التمییز بین اللغة الجبلیّة وباقی اللغات المحلیّة والجهویّة التی تطبع الوسط اللغوی المغربی.