تحلیل روایة ارنی انظر الیک لخولة حمدی بناءً علی نظریة علم النفس الوجودیّ لارفین یالوم

شهدت السنوات الاخیرة بروزاً ملحوظاً للاهتمام بالمنظور الوجودیّ فی علم النفس، حیث اصبح احد ابرز التیارات التی حظیت باهتمام کبیر لیس فقط فی المجال النفسی، بل فی الدراسات المتعددة التخصصات، وخاصة فی مجال الادب. وقد اولى هذا المنظور اهتماماً عمیقاً للمفاهیم الاساسیة للحیاة الانسانیة واکد على ضرورة البحث عن المعنى والمواجهة الواعیة للتحدیات الوجودیّة. وتشکل مسائل مثل الموت والحریة والمسوولیة واللاجدوى والمعنى محاور اساسیة فی علم النفس الوجودیّ، حیث یرى ان طریقة مواجهة الانسان لهذه الازمات تحدد نوعیة حیاته النفسیة. وفی هذا المنظور، لا تُعتبر الشخصیات الروائیة مجرد انعکاس للاحداث الخارجیة، بل تمثل تجسیداً للهموم الوجودیّة والسعی لاضفاء معنى على الحیاة فی عالم ملیء بالتحدیات الاساسیة. تهدف هذه الدراسة، باستخدام المنهج الوصفی - التحلیلی، الى تحلیل شخصیة مالک، فی روایة «ارنی انظر الیک» لخولة حمدی اعتماداً على المفاهیم الاساسیة لعلم النفس الوجودیّ لارفین یالوم. وتشیر نتائج الدراسة الى ان مالک، بعد بحث طویل، توصل الى ان معنى الحیاة لیس شیئاً ثابتاً او محدداً سلفاً، وان اللاجدوى جزء لا یتجزا منها. وقد ادى قبوله لهذه الحقیقة الى نوع من الایمان الشخصی المباشر بالله یتجاوز المعتقدات التقلیدیة. شعور مالک بالانفصال الجوهری عن الآخرین، وحتى عن نفسه، یتجلى کاغتراب عن المجتمع والدین والعلاقات الانسانیة، مما یعزز من عزلته النفسیة والروحیة. ومع قبول آلام وتناقضات الحیاة، یسعى مالک الى خلق معنى شخصی لنفسه بدلاً من الهروب منها. ومن منظور الوجودیّة، فان هذا البحث یدل على صحته النفسیة؛ لانه بدلاً من انکار الاسئلة الوجودیّة او الهروب منها، یسعى بنشاط للعثور على اجابات لها.