دراسة السیرورة الزمنیّة فی ملحمة الکائن الحربیّ او ما غناه الیاسمین فی طریقه الی المعرکة لجمیل ابی صبیح

لا یمکن تخیّل السّرد دون تواجد العنصر الزمنیّ وعلاقته بالمبنی الحکائی للسرد. والزَّمن السَّردیّ یحتضن الاحداث، وتتکوّن الحبکة السَّردیّة بالعلاقة المنسجمة التی یمنحها العنصر الزمنیّ للعناصر بشدّ اطرفها بعضها الی البعض. انَّ دراسة البناء الزمنیّ، دراسة منهجیة لمجموعة من المتتالیات الزمنیّة او المفارقة الزمنیّة ومتابعة للحرکة الزمنیّة والوعی بالزَّمن داخل الخطاب السَّردیّ له اسهام کبیر فی الوصول الی فهم عمیق عنه. هذه الورقة البحثیة تسعی، بتبنّی هذا المنهج المحدد وبالاعتماد علی المنهج الوصفیّ _ التحلیلیّ، الى دراسة قصیدة «ملحمة الکائن الحربیّ» للشاعر الاردنیّ المعاصر، جمیل ابو صبیح. نصبو فی هذا المشوار البحثیّ الی مقاربة شعره والکشف عن رویته وافکاره عبر دراسة العنصر الزمنیّ الذی یطغی حضوره علی قصائد الشاعر. وتشیر النتائج الی انَّ القصیدة تتجلَّی فیها شتی انماط الحرکة الزمنیّة وتنطلق من اللحظة الزمنیّة الراهنة زمن الصراع بین الشخصیّة ونزعاتها الجسدیة ومحاولة قمع وتکبیل هذه النزعات الطائشة وتسیر نحو النهایة الزمنیّة المفتوحة کما نلاحظ انّ القصیدة مشحونة بالمفارقة وانّ الشاعر بوعیه السَّردیّ العالی یستخدم تقنیة الاسترجاع والاستباق الزمنیّ وفی بعض المشاهد السَّردیّة تعود عدسة الکامیرا السَّردیّة الی الوراء وتسرد التجربة الماضویة للشخصیّة وعلاقتها بالاحداث الماضیة حیث عبثت بالحیاة بنزعاتها الجسدیة وفقدت الشخصیّة کلّ قیمها عند احتدام هذه النزعات الباطلة والقطع الزمنیّ واستخدام الاستباق الزمنیّ المسرود فی تمحوره حول حضور وهج الرُّوح وحضور القصیدة فی لیل الشتاء، یوکد به الشاعر علی حتمیّة فاعلیّة الحیاة بعد التَّخلص من النزعات القاتلة العابثة.