دراسة تاثیر العمارة البیورقمیة علی العملیة التصمیمیة

لطالما کانت الطبیعة مصدرا للالهام المعماری على مر التاریخ، وفی ضوء ضرورة الاستفادة مما تقدمه النظم البیولوجیة من حلول للعدید من المشکلات المعماریة وضرورة وجود منهجیة واضحة نستطیع من خلالها تطبیق الفرص والحلول التی تقدمها الطبیعة فی التطبیقات المعماریة، تقدم العمارة البیورقمیة biodigital architecture مفهوم و ادوات جدیدة العملیة التصمیمیة تهدف الدراسة الى الکشف عن تاثیر استراتیجیة العمارة الیورقمیة على العملیة التصمیمیة وذلک عن طریق اجراء دراسة نظریة لشقیها البیولوجی والرقمی وما تضیفه من مقاهیم وآلیات جدیدة للعملیة التصمیمیة، فکما تتکامل الانطولوجیا مع الابستمولوجیا فی الفلسفة یتکامل الشق البیولوجی والرقمی فی العمارة البیورقمیة ولذلک تم استخدام المنهج النظری الاستنباط الجوانب الانطولوجیة و الایستمولوجیة للعملیة التصمیمیة الخاصة بالعمارة البیورقمیة ورصد استراتیجیة العمارة البیورقمیة فی العملیة التصمیمیة؛ تم اختیار سیع مشاریع معماریة قامت بتطبیق استراتیجیة العمارة البیورقمیة تنوعت فی اغراضها المعماریة بین الغرض السکنی والطبی والتجاری وحتى المبانی متعددة الاغراض بهدف رصد امکانیة تنوع الاغراض الخاصة بالعملیة التصمیمیة؛ کما تمت مراعاة تنوع احجام المشاریع من وحدات العرض و الغرف و المنازل و التجمعات السکنیة و الابراج وحتى ناطحات السحاب لضمان تنوع حجم تطبیق هذه الاستراتیجیة فی العملیة التصمیمیة، بالاضافة الى مراعاة الفترة الزمنیة لهذه المشاریع و انتقائها فی الفترة بین 2007 وحتی 2017 و هی الفترة الممثلة العشر سنوات الاخیرة بهدف رصد التطور التقنی المستخدم فی العملیة التصمیمیة؛ تم اجراء دراسة تحلیلیة اللجانب الانطولوجی والابستمولوجی للعملیة التصمیمیة الخاصة بک منها تبعا للنموذج القیاسی الناتج من الدراسة التلریة وجاءت نتائج الدراسة بان استخدام استراتیجیة العمارة البیورقمیة بما تحمل فی شقیها من التکامل بین الجانب الانطولوجی المتمثل فی العمارة البیولوجیة، والجانب الایستمولوجی والمتمثل فی العمارة الرقمیة وما تضیفه العمارة البیورقمیة لکلیهما من التصمیم من خلال الطبیعة بشکلها المادی او الرقمی واعتبار الطبیعة على المستوى البیولوجی جزءا لا یتجزا عن الواقع المعماری یودی الى الاستفادة من النظام البیولوجی فی التطبیقات المعماریة ویجعل العملیة التصمیمیة تمتد من مبادئ مثل الصداقة مع البیئة ومحاکاة الطبیعة الى البناء من خلال الطبیعة ذاتها، کما تجعل العملیة التصمیمیة تمتد من محاکاة الشکل فی الکتلة المعماریة والهیکل الانشائی الى عملیات التشکل البیولوجیة ومراحل النمو البیولوجی ،کما یجعلها تمتد من محاکاة السلوک على مستوى المواد والاداء الوظیفی الى التفاعل المباشر مع الطبیعة باعتبارها جزءا منها.