ترتیب اولویات معالجة اسباب تعثر المشاریع الحکومیة خلال مرحلة الطرح والترسیة

تواجه مشاریع التشیید والبناء فی القطاع الحکومی بالعدید من الدول کثیرة من التحدیات التی ترتبط بامکانیات تحقیقها الاهدافها. وتمثل ظاهرة تعثر المشاریع احد اهم التحدیات التی تعانی منها المشاریع فی هذا المجال والتی ینتج عنها تجاوز المیزانیات وتاخر الاستفادة من المشاریع فضلا عن تدنی جودة مخرجاتها. ولا یختلف الوضع فی مشاریع القطاع الحکومی بالمملکة العربیة السعودیة التی یحتل قطاع صناعة البناء فیها المرکز الثانی فی الناتج القومی المحلی بالمملکة وعلى الرغم من ان المملکة تضع قضیة تطویر وتوسع البنیة التحتیة فیها فی مقدمة اولویات خطط التنمیة، وعلى الرغم من الدراسات التی تمت لرصد اسباب تعثر المشاریع والجهود التی تبذل لخفض نسبة المشاریع المتعثرة وتحقیق الاهداف المرجوة من هذه المشاریع فی خطط التنمیة الا ان نسبة تعثر المشاریع الحکومیة بالمملکة بلغت 44% من مجمل المشاریع تحت التنفیذ (المحیسنی، 1436 ه) وهذا یوثر بدوره على استنزاف موارد الدولة وتعثر التنمیة وتدنی الخدمات او انعدامها ومعاناة جمیع شرائح المجتمع. ان استمرار هذه الظاهرة یمثل احد اهم دلائل عدم مناسبة او عدم کفایة الاجراءات والوسائل المبذولة للحد من هذه الظاهرة وهو ما یمثل الاشکالیة الرئیسة لهذه الدراسة التی تهدف الى دراستها وتحلیلها واقتراح البدائل المناسبة لحلها. یمثل هذا البحث احد المحاولات الهادفة الى استقراء ورصد الاسباب المودیة الى التعثر فی احد المراحل المهمة من مراحل دورة حیاة المشاریع وهی مرحلة الطرح والترسیة، وتحلیل وتقییم الممارسات والاجراءات الحالیة فی هذه المرحلة وصولا الى تحدید مدى الاهمیة المرتبطة بکل منها، وبالتالی تحدید اولویات معالجة هذه الاسباب واقتراح اسالیب واجراءات اکثر لتلافی اسباب التعثر وتحسین جودة مخرجات المشروع فی مرحلة الطرح والترسیة کخطوة من محاولات تحسین مخرجات المشاریع الحکومیة وتقلیل تعثرها.