المجاورات السکنیةٌ

اصبحت الاستدامة فی الدراسات والبحوث الحدیثة العنصر الاهم والجزء المرکزی الذی یجب ان یوخذ بالاعتبار فی مجال التصمیم والتخطیط الحضری للمدن، فی حین نجد قصورا فی التغطیة المعرفیة لاهمیة المنظومة الاجتماعیة للاستدامة فی البیئة الحضریة والمجتمعات العمرانیة وآلیات ومعاییر تحقیقها . حیث یعتبر البعض الاستدامة الاجتماعیة شرط مسبق للتنمیة المستدامة، و هذا یعنی بان الموارد الطبیعیة المستعملة داخل المحیط الاجتماعی الذی قرر توزیع هذه الموارد بشکل مستدام او غیر مستدام ( ضمن الجیل الحالی، وبین الاجیال المستقبلیة والحالیة والعدالة فی استخدام الموارد. وبالتالی اتسع النطاق العمرانی للعدید من المدن العربیة خلال العقود القلیلة الماضیة، واتسعت معه المناطق السکنیة نظرا لتزاید الکثافة السکانیة ، مما ادى الى انتشار الحاجة الى توفیر مبانی وتجمعات سکنیة دون مراعاة لمتطلبات الانسان الاجتماعیة فی تصمیم الفراغات الخارجیة المحیطة بها، وقد ساعد ذلک فی فقدان العلاقات الاجتماعیة بین السکان. لذا یهدف البحث الى الکشف عن مقومات الجانب المادی للاستدامة الاجتماعیة فی المجتمعات العمرانیة الحدیثة ، واستقراء معاییر وآلیات تحقیقها بهدف الارتقاء بالمجاورة السکنیة بما یتوافق مع احتیاجات المستخدم ، وبالتالی سیتم القاء الضوء على المجاورات السکنیة فی المجتمعات العمرانیة الجدیدة ، وذلک من خلال تحلیل احد محاور التنمیة المستدامة وهو المحور الاجتماعی.