التغیرات السیاسیة والاقتصادیة وتاثیرها على ملامح القریة المصریة من ثورة 23 یولیو 1952م - الى ما بعد ثورة 25 ینایر 2011م)

مرت القریة المصریة عبر التاریخ بمراحل تطور مختلفة - تمت فیها القریة متفاعلة مع بیئة موضعها الاصلى والمناطق المحیطة بها - متاثرة بالعدید من المتغیرات السائدة فی کل مرحلة، والتی تعد انعکاسا للظروف السیاسیة والاقتصادیة، والتی جاءت کنتیجة لعلاقاتها المتبادلة مع محیطها الحیوی. لذلک تحاول الورقة البحثیة الحالیة رصد مدى تغیر ملامح القریة المصریة ومدى تاثیر المتغیرات السیاسیة والاقتصادیة علیها منذ قیام ثورة 23 یولیو 1952م. (لما احدثته من تغیر ملوحظ فی نمط السکن و انقلاب الری من الحوضی الى الدائم والذی یعتبر اتقان با جذریا ، وقانون الاصلاح الزراعی) . ثم فترة التحول الاشتراکی والخطة الخمسیة، ثم بعد ذلک الاکما ض معدل التنمیة فی الریف المصری فی الفترة ما بین حربی 1967 و1973م ، نتیجة توجیه الاقتصاد المصری نحو اعادة بناء القوات المسلحة ، ثم تاتی فترة ما بعد حرب اکتوبر 1973 م ، حیث التحول الذی احدثه البترول فی اقتصادیات الطاقة العالمیة سنة 1973، والذی کان من اهم قواتجه زیادة هجرة العمالة الزراعیة الى الدول النفطیة ، فکان له تاثیرا قویا فی التقنیة الزراعیة فی مصر ، وسیاسة الانفتاح التی بداتها الدولة فی السبعینات والتی واکبتها الرغبة فی الثراء السریع ، وتطور الخدمات التعلیمیة وانشاء الجامعات الاقلیمیة ، وما استتبعه من ارتفاع نسبة المتعلمین بالریف ، والذی کان له ت اتیر فی توجیه وتوعیة الفاتحین لم تاتی بعد ذلک تورة 25 ینایر 2011م، حیث استغل بعض الانتهازیین الاوضاع الامنیة السیئة وحالات الانفلات الامنی التی عاشتها البند بهجمة تعدیات شرسة على الاراضی الزراعیة بالمحافظات ، سواء بالبناء بانشاء الآلاف من المبانی المخالفة او بالتبویر او صورة من صور التعدی على الارض الزراعیة. ومن اهم النقاط التی توصل الیها البحت هی تغیر ملامح القریة المصریة المعاصرة عما کانت علیة فی الماضی، وظهور سمات وملامح جدیدة اهمها محاولة تحویل القریة الى مدینة، حیث تمر القریة المصریة الحالیة بمرحلة وسطیة بین الریف والحضر ، ولذلک یوصی البحت ب ضرورة ان تکون اسالیب التطویر فی القریة موازیة لتلک التغیرات التی تحدت فی القریة، ولیست متعامدة علیها او مضادة لها ، بشتى الطرق والوسائل ، بما یتوافق مع الظروف البیئیة والهویة للتربیة المصریة .