تطبیق مبادئ العمارة الخضراء لتوفیر الطاقة بالمبانی التجاریة المعاصرة

منذ انعقاد موتمر الامم المتحدة، تحت عنوان قمة الارض عام 1992، اصبح السعی من اجل تحیق التنمیة المستدامة ینطوی ایضا على السعی من اجل تحقیق مدن ومبانی تتسم بمبدا الاستدامة، وبدات تظهر منذ ذلک الحین اتجاهات عالمیة جادة للتکامل والتوافق مع البیئة سمیت بالاتجاهات المعاصرة للتصمیم البیئی، ومن اهم هذه الاتجاهات اتجاه تصمیمی جدید ظهر تحت مسمی العمارة الخضراء وهو یرکز على اهمیة العلاقة بین المبانی والطبیعیة، وظهر هذا الاتجاه کرد فعل لمواجهة المخاطر والمشکلات البیئیة والصحیة والتی نتجت کرد فعل طبیعی للمبانی التی لم یُراعی فی تصمیمها البعد البیئی واهمیة الحفاظ على الطاقة والموارد الطبیعیة. ومن هذه المبانی المستهلکة للطاقة هی المبانی التجاریة محور البحث، حیث تجاهلت العدید من المبانی التجاریة المعاصرة المناخ وعوامله وازداد استنزاف الطاقة والموارد لغرض التبرید، ویظهر على الجانب الآخر مشکلة النضوب السریع للامدادات من الطاقة المستخدمة، فالى جانب الاحتیاج الملزم من الطاقة للتصمیم والتعایش داخل المبانی التجاریة، الا ان معظم هذه الطاقة مهدره لسوء الاستخدام من قبل المستعملین او نتیجة للتصمیم الخاطئ للمبنى بما یجعله مستنزف للطاقة لجمیع مراحله العمریة بصوره کبیره، وعند معرفة انه یمکن بقلیل من الوقت والجهد دراسة کیفیة تحسین کفاءة استخدام الطاقة بالمبانی او لتقلیل الهدر فیها فی مقابل توفیر کبیر للطاقة او تنظیم استهلاکها، تظهر اهمیة دور المصمم المعماری لعلاج مثل هذه المشکلة، وتظهر فی المقابل اتجاهات اکثر جاذبیه بامکانیة اللجوء الى استخدام الطاقات الجدیدة والمتجددة )کطاقة الشمس وطاقة الریاح( المطبقة لمبادئ واسس العمارة الخضراء صدیقة البیئة، لکی تسد الاحتیاجات الحالیة للطاقة مع ضمان عدم نفاذها او مع ضمان توفیر البدیل المستقبلی لها. واستخلاصا لمبادئ واسس ومعاییر العمارة الخضراء، نتجت الاهداف الحقیقة لهذا الاتجاه وهی تحقیق بیئة حراریة جیدة للمستعملین مع تحقیق التهویة الجیدة وکذلک الاضاءة الطبیعیة غیر المبهرة، وذلک بتطبیق عدة وسائل ومعالجات بیئیة تساعد على ترشید استهلاک الطاقة ووسائل ومعالجات میکانیکیة حدیثة لیساعد على انتاج الطاقة بصورة متجددة ونظیفة وصدیقة للبیئة وهذا هو الهدف الحقیقی لهذا البحث وذلک لانتاج مبنی تجاری متوافق بیئیا ومرشدا للطاقة ومریح لمستعملیه لیساعدهم ع لى تادیة نشاطهم الیومی بشکل مریح.