توظیف الالوان وافرازاتها الدلالیة فی شعر عبدالرحیم محمود

انّ اللون عنصر من عناصر الطبیعة، بل من اجمل هذه العناصر فکثیراً ما نجد صداه فی نتاج الشعراء بقوّه وبوظائف جدیدة. وقد داب الشعراء علی استخدام هذه الظاهرة فی اشعارهم کعنصر للبناء الفنّی بغیة الکشف عن احاسیسهم الکامنة وراء الالوان وقد اضفوا علیها حمولة دلالیة تکشف عن جوّانیتهم وتوجّهاتهم الفکریة وفقاً للسیاق الشعری وطبیعیة الموضوع الذی بصدد التعبیر عنه. ومن الشعراء الذین جعلوا قصائدهم ملوّنة بهذه الالوان هو الشاعر الفلسطینی المقاوم عبدالرحیم محمود حیث اتّخذ اللون کتقانه للتعبیر عن عواطفه وخوالجه تجاه وطنه والحوادث التی تجری علیة. لقد تطرّقنا فی هذا البحث الى دلالات الالوان فی اشعار عبدالرحیم محمود معتمدین على المنهج الوصفی التحلیلی وقد استعنا بتقنیة الاحصاء لتحرّی الدّقه والشمولیّه. کذلک حاولنا ان نکشف عن مدى تاثیر هذه الالوان فی تعبیر الشاعر وعواطفه الثوریة والمتحمّسه. وقد توصّلنا فی بحثنا هذا الی عدّه نتائج اهمّها: اوّلاً: وظّف عبدالرحیم محمود الالوان بکثافة بصورة مباشرة وغیر مباشرة فی نتاجه الشعری بغیة التخلّص من خشونه اللغه ورتابتها فی شعر المقاومة، والولوج فی عالم الطبیعه الملوّن حیث یلائم ذوق المتلقی. وثانیاً: وظّف الشاعر اللون الابیض اکثر من سائر الالوان للدلالة على هیمنة الامل، فهذا اللون یدلّ فی طبیعته على الحرکة و الطهارة و الروح الایجابیة فی نفس الشاعر مهما جرت من حوادث ماساویة فی بلده.